بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحِيم
مُؤَسسّةٌ البَيَان الإعلاَمِيّة
الطّلِيعَـةُ السّلفيّةُ المُجَاهِــدَة
أَنْصَــارُ الشّرِيعَــة
تقدم
مَمْلَكةُ العَجَائِب
( الحُكُومَةُ المَدَنِيّة )
بقلم الشيخ
أَحمَد عَشّوش
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد.
سمعنا عن سوق المساومات السياسية بين بعض الجماعات والمؤسسات الحاكمة,لقد قامت هذه السوق على الميكافيلية , ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة , وأرباب هذه السوق من النخاسين المعلومين بالنفعية , والذاتية , والمصالح الحزبية , والشخصية ,ومن ثم فقد باعوا كل المبادىء والقيم , وتنازلوا عن دينهم وعقيدتهم , واستظهروا الشريعة ورائهم ظهريا , رجاء تحصيل شهوة الملك والجاه , فلا دين نصروا ولا شريعة حكموا ,
فقد أخذتهم الإنهزامية الإتكالية الواهية , والأوهام التى ملأت رؤوس الشيوخ التى ملأتها الشروخ, فقدّموا البطالين من الليبراليين والعلمانيين والإباحيين وأخّروا الصالحين من العلماء والعاملين لهذا الدين بحق ويقين, لقد قامر هؤلاء بدينهم وبشريعتهم, وبإخوانهم , وبدماء شيوخهم , وبدماء الثوار , وبمواقف الأحرار ,وصدقوا الكاذب وكذبوا الصادق وخونوا الأمين وأمنوا الخائن وقلبوا الحق منكرا والمنكر حقا , فجرأوا أهل الباطل, وعاونوهم , ومنوهم , بولاية المناصب , فتطاول أهل الفسق والخسران , وتعالى أهل الشرك والكفران , وتنادوا فيما بينهم , أن لا حكم إلا للهوام والطوام, وهكذا يصنع المغلوب على هواه , فلا ينفعه وعظ , ولا يهتز له ضمير , فمن عبد الشهوات مات ضميره , وضاع عقله ..
وأمثال هؤلاء هم وقود الفتن , وأنّى لهؤلاء المفتونيين أن يستقيموا على الصراط ؟
, فإن الصبر على الهوى أشق من الصبر فى المعركة , ومعركة الأهواء لا يكسبها إلا مؤمن , فالمؤمن يدخل المعركة يمضغ فى شدقيه لذة الظفر , فاذا حمى الوطيس نشطت نفسه وزغردت , فإما النصر وإما الشهادة , والمؤمن يصارع هواه وهو يتجرع مرارة الحرمان , صابرا محتسبا , وتلك درجة الصدّيقين , وهذه درجة لا ينالها , مرتجف , ولا مخذل ولا مداهن , ولا بطال,
فهؤلاء جميعا قد ضاعوا فى متاهات الطريق , وادلهمت بهم السبل ففقدوا غايتهم النبيلة فانحرفوا الى دروب الليبراليين والعلمانيين والإباحيين والدجاليين وتنادوا فيما بينهم أن هلموا لنقيم مملكة العجائب السياسية التى تجمع بين النقائض والاضداد,
وعندئذ عرف الناس فيهم لؤم الطباع وضحالة الآراء , وزيف الاخلاق والتنكر للدين وللعقيدة وللأخوة , ولا عجب فمن صادق الوحوش تخلق بأخلاقها , ومن قبل الترويض رضى لنفسه بالعمل فى السيرك السياسى , لقد فقدوا بوصلة الطريق فضلوا إلى غابات الشيطان المريد وهناك أقاموا مملكة العجائب !
مملكة العجائب؟!
ضاق على (الضرغام) يوما غابه
وانـقطعـت من رزقه أســــبـابــه
فقال للـ (فهد ) :أشـر بمـا تـــرى
فقال: إن الخير فى ترك الشرى
فمشـيـا فى الارض حتى وجـدا
غابا حـوى من الوحوش عــددا
وبصرا بـ (القــرد ) وهو يحكم
يومــىء بالـلـحظ ولا يــكــلـــم
منتـــفـخ كــالـــليث وهو ( قــرد)
منفـــــرد بالحـكـم مســتــبــــــد
فــهــــو هـــنـــــاك حــاكم بــأمره
الـغــــاب رهــــن خـيـره وشــره
لـــه بطــانــة بـهــا (الحـمــــار )
مــدخــر لـلــرأى مسـتــشــــــار
و (الكلب ) فـيـهـا السيـد الجـليـل و
(الـلـيـث) فـيها الخادم الذلـيـــل
و (البغــل) فيها الشـاعر المقـدم
و (قـنـفـذ) الجـحـر الكمـى المـعلم
و (البـبـغــاوات ) لحـفـظ الســــر
و (البـــوم ) لـلبـشــرى بكـل خيـــر
و (الضــفـدع) الصـداح والمغنـى
و (الذئــب ) قـائـم بـأمـر الأمـــــن
و (الجــرذ) القــائـم بـالإصــــلاح
و(الهر) طاهى اللحم فى الأفراح
و (الــدب) لـلـزمر وقـرع الطـبل
و (الفـيـل ) لـلألـعـاب فـوق الحبـل
رأى (الهـزبـر) مـا رأى فـزأرا
وقــــال لـلفـهـد أحـق مـــا نـرى ؟!
فـقـال: يـا مـولاى حــق صــدق
جـمـيـع مـــا يـفـعـل هــذا الـخــلـق
لـيـس الـذى تـرى مــن الغـرائـب
فنحــن فــى مـمـلــكــة الـعـــجـــائــب
قصيدة الشاعر محمد الأسمر
إنها مملكة الغباء , مملكة الجريمة العلمانية والفناء , إنها مملكة انحراف وضلال, إنها مملكة لا تبيض وجوه قادتها يوم اللقاء , يوم يسألون عن استحلال الزنا , واللواط , والخمر , والربا , والقمار , يوم يسألون عن الشريعة لم لم تحكموها وتجعلوها فيما بينكم الحكم , أعنى أعرضتم , أم على تعاليتم , أم لعبيدى قدمتم , ترى ماذا أعد القادة من أجوبة لهذه الأسئلة ,وأقول لمن يخادعونه عن نفسه فيولونه هذه القيادة ولكل قادة السوء : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )
سورة البقرة (281)