.
تطور العالم حتى تجاوز حدود الخرائط والمسافات
الكتب والمعلومات بكل أنواعها متاحة للجميع, دون اعتبار لفئة العمر والمستوى الثقافي
ومع وسائل الاتصال التي يمتلكها أغلب الناس.. أصبحنا نتعامل مع مذاهب وأديان وأفكار وثقافات عديدة
ولكن,, هل الجميع مناسب للقراءة والتوسع في الاطلاع والاقتراب... بلا حدود؟
أكملت تعليمك؟ عرفت دينك -خاصة الأصول- من مصادره قبل أن تستمع وتوسع معرفتك بأديان غيرك وأفكاره؟
أساسك جيد بحيث تستطيع القراءة بوعي دون أن تتأثر بتمويهاتهم وأساليبهم الجميلة؟ لن تنخدع بكلمات حق يراد بها باطل؟
ستتمكن من تجاوز البرمجة التي يرسلها الكاتب بأسلوبه, ليجعل منك ببغاء يردد أحرفه, وأداة لنشر فايروساته؟
اعرف قبل أن تقرأ لمفكر أو فيلسوف لا مصدر له غير العقل:
قبل أن يصل مثله إلى مستوى راق جدا يقارب الفطرة
يكون قد مر بفترة ضياع, ترهات الفلاسفة حماقات المبتدعة سجن المتنطعين..الخ
وانتهاء بـ اللاشيء!!
فيتحول من مقلد ثائر,, إلى طفل كبير يبدأ بترتيب أفكاره من الصفر.. هذا إن كان قد تعب من الضياع.. واشتاق للفطرة السليمة
حينها ينبذ كل شيء, ويعتمد على نفسه.. يتخبط حتى يصل إلى مرحلة الاعتدال.. ومعه الكثير من الحكمة والمعرفة << هذا أكثر ما يهمنا
من الضروري ان تقرأ وتعرف العالم من حولك.. بعد أن يكون لديك علم راسخ, أو على الاقل ما يكفي من العلم
لا عقل فارغ يلتقم كل ما يلقى إليه.. وقلب متعب مثقوب بطعنات الأيام, ونفسية ثائرة بسبب أخطاء التطبيق وجهل بالأساسيات!
إنما نتنبه فلا تحولنا هذه الأفكار – لا شعوريا ومن دون قصد- إلى أعداء يحملون الضغينة للمسلمين!
بالإسلام وحده تتحقق الطمأنينة والراحة لتحيا حياة طيبة.. لأنه دين سماوي يعني أنه من خالقنا..
ولا أحد اعرف بنا منه.. ليس هنالك من يرى أبعاد الأمور أكثر من العزيز الحكيم
كثر الهجوم على منهج السلف, أهل السنة والجماعة.. فوضعت السلبيات بعدسة المجهر وكل ما سواها على الهامش
حتى نسينا أو تناسينا كيف وصل إلينا, كم بذل المسلمون من جهد لأجل هذه الأمانة.. أوصلوها إلينا بأرواحهم ودمائهم..
نسينا وصايا رسولنا -عليه السلام- نسينا عذاب احمد بن حنبل ليواجه فتنة خلق القران.. وأن اصول الدين دونها ابن تيمية في ظلمة السجن
نسينا من هو محمد بن عبد الوهاب.. مجدد الدعوة إلى التوحيد.. الذي لم يفعل غير أنه أعاد التوحيد بعد الشرك, متبعا بذلك كتاب الله وسنة نبيه
فالجميع يعرف أن أصول الدين ثابتة, على عكس الفروع أبوابها واسعة لتحقق صلاحية الشريعة الاسلامية لكل زمان وللناس كافة على اختلافهم..
الكبار,, والمصيب والمجتهد, والمخطئ... تحولوا في أعيننا إلى مخلوقات سيئة
كأنهم ابتلعوا المصادر ولم يبقوا منها غير كلماتهم, كأنهم يلاحقون كل واحد منا بالعصا ليقدسهم ويتحول إلى نسخة من شخصهم!
امتلأنا بالنفور والبغضاء تجاه المسلمين!! ونسينا تاريخنا الإنساني المجيد الذي لا يحتاج إلى مزيد من الإثبات.. لا داعي لكثرة الشرح والمبررات
فالفرق واضح بين من يريد أن يفهم ويتبين.. ومن لا يريد غير تفجير مكنوناته والاستمرار بالتشكيك, هدفه الوحيد إزهاقك وتسجيل اعترافك باتهامته
المسكنة والتظلم على منهج أهل السنة والجماعة ورسم أتباعه بمظهر الوحش
كـــلام فـــــاضي
والواقع هو الدليل, فـ أين سيطرة المسلمين وإجرامهم بحق غيرهم؟!
انما حصل خلط بين سيطرة الكنيسة وتاريخها البشع, وبين أخطاء بعض المسلمين,
هذه مشكلة العقول التي لم تتعرف بما فيه الكفاية على الإسلام قبل الغوص في عالم آخر
لم تكلف نفسها إعطاءه حقه من المعرفة كما غيره.. لم تجرب قراءته إلا بعقل مليء بالشوائب
بالنسبة لاطلاق المسميات على المخالفين, والآخرين
دين الاسلام, دين الانسانية والرحمة وفي الوقت نفسه لا يؤيد البلاهة والحماقة والتعاطف الأخرق وتبادل النفاق
فالمؤمن يعرف عدوه.. ويعامله بكل عدل وإنسانية.. حتى لو كان يرتدي لباس الجندي..
ومازال المسلم كذلك حتى يومنا.. ليست هنالك أية أفكار تنفي هذه الحقيقة ولا تغيرها..
بالعكس
الغالب على العالم اضطهاد الاسلام واعتباره لا شيء,
اللاشيء واجبه أن يقدس الجميع ويخترع من أجلهم أعظم الألقاب وأحلاها
مجرد أنه مسلم فهو يمثل العالم الثالث المنحط! لذا عليه أن يكون حقيرا دائما وفقط يبتسم ببلاهة..
يحبون أن تشيع الفاحشة, يكنون له العداوة والبغضاء, يحاربونه بكل وسائل الدمار والتخريب, ويحتقرونه.. ليس له اعتبار
فـ ياللهول كيف له أن يصفهم بما يناسبهم.. بما وصفهم الله عز وجل..
كيف يتجرأ على أسياده ويصنفهم بـ الوصف المناسب لانتمائهم وبحسب درجة مخالفتهم للإسلام!
كفانا احتقارا للاسلام.. كفى انهزامية باسم الديمقراطية والمرونة وحرية الرأي
ولن تكون السلبيات والأخطاء التي تحصل مبررا لنجعل من أنفسنا -ممسحة- لأيا كان
لتطمئن النفوس وترتاح, فـ غيرنا لا يحتاج إلى عمال يدافعون عنه
لا تترك عقلك ليذوب في دفء عباراتهم
تلك الكلمات التي تشعرك بالتقدير واحترام حريتك واختلافك عنهم
لو كانوا يحترمون الحرية حقا, لتركونا وشأننا, نحن نحب الخير للجميع, نفرح لأجلهم ونحزن لأحزانهم.. ونحسبهم مثلنا !
احترامهم المزعوم مجرد كلام, إذا أفقت من تأثيره ستلاحظ احتقارهم لك.. يريدونك بالقوة أن تستمع لما لا يرضونه على انفسهم
لم تتميز قلوبهم من الغيظ إذا تعلق الأمر بك؟ لم الإصرار والتربص وانشغال البال؟ ما ضرهم؟ لماذا يستهدف مذهبك دون غيره؟
أليست هنالك أديان وفرق أخرى؟!! أم أن الحياة كلها انصلحت وبقيت أنت!
تمسكك بدينك.. عندما تعرف من هو أهل للنقد وكيف يتم التحدث بشأنه باحترام ووضوح.. ردك على تجاوز الآخر حده
ليس لأنك أحمق عصبي متخلف.. ولكن يعني أن لك شخصية وانتماء.. عقلك لا يتأثر بخزعبلات ولست ممن يهتز بكلمات وأساليب مهزوزة
يقولون الحق في البداية لتجيب: نعم صحيح, ولكن ماذا بعد؟ ستكتشف بنفسك كلما اقتربت أكثر, فالخطوات القادمة ستأخذك إلى الضياع والظلام..
عندما يؤذيك شخص قريب.. هل تعود لتتفاهم معه وتعطيه فرصة لتوضيح موقفه؟ أم ستهرب إلى أحضان الاخرين لتسمع عنه وتعرفه منهم !
هكذا دينك, أي شيء يزعجك تأكد بأنك لم تقرأ ولم تعرف المعلومة من مصدر أكبر.. فعد إلى مراجعه الأساسية لتفهمه وتسمع منه.. شاهد الوقائع بعينيك
لا تلجأ إلى غيره ليشوهه وينفرك منه ويغير الحقائق بسحر البيان, وفنون التعامل, باسم الثقافة وتقبل الآخر, باستغلال قلبك الطيب البسيط..
بأي أسلوب كان...